الأستاذ نشأت توتار: العودة إلى الجوهر ضرورة ملحة

يسلط الأستاذ نشأت توتار الضوء على تهديدات خطيرة يتعرض لها المجتمع التركي من الانفتاح الفاحش والانحلال الأخلاقي، بما يهدد الأسرة والفطرة السليمة، ويؤكد أن الحل يكمن في العودة إلى الجوهر الأخلاقي للإسلام، وتعليم الفضائل للأطفال، وتعزيز العفة والحياء، وتحمل كل فرد مسؤوليته تجاه بناء مجتمع صالح.
كتب الأستاذ نشأت توتار مقالاً جاء فيه:
شهد المجتمع التركي في السنوات الأخيرة تغيرات واضحة للعيان، وللأسف يبدو أن هذا التغيير يسير في اتجاه لا يخدم مصلحة المجتمع بل يهدده، الانفتاح المفرط تحت مسمى الموضة، وانتشار اللامبالاة الأخلاقية بين الشباب، والتهاون في الالتزام الديني، والدعايات المتعلقة بتغيير الجنس، كلها تهدد مستقبل المجتمع بشكل خطير.
اخرج إلى الأسواق وانظر إلى واجهات المحلات؛ يبدو أن هناك سباقًا للتعرّي أكثر من كونه سباقًا للموضة. المنتجات المعروضة تحت اسم الموضة لم تعد مجرد ملابس تغطي الجسد، بل تحولت إلى أدوات للعرض والتباهي، أصبح الناس لا يفكرون في "كيف أرتدي ملابسي"، بل في "كيف أُظهر أكثر"، في حين يوضح الإسلام أن لباس الإنسان هو نعمة تُكسِبه الشرف والوقار، يقول الله تعالى في القرآن الكريم:
"يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباساً يواري سوءاتكم ولباس التقوى ذلك خير" (الأعراف: 26)
وكما يتضح من الآية، الهدف من اللباس هو حفظ الأدب والحياء وملازمة التقوى، أما اليوم فقد أُعطي للملابس معنى معاكسًا، فأصبح التعري الهدف الأساسي، وهو ليس مجرد خيار شخصي بل فرض هندسة اجتماعية متعمدة من الشركات العالمية ووسائل الإعلام والفنانين المزعومين، تدفع الشباب نحو سباق الفجور.
إلى جانب ذلك، بدأت مواضيع تغيير الجنس تُفرض على المجتمع تحت تأثير التيارات العالمية، الأطفال يُعرَّضون لأفكار تغيير الجنس منذ صغرهم، وتصبح أدوية الهرمونات متاحة بسهولة، كما لو كانت حلوى، هذا خطر جسيم لا يضر الفرد فقط، بل يُفسد فطرة المجتمع جمعاء، يقول الله تعالى:
"ولأمرنهم فليغرون خلق الله " (النساء: 119)
تغيير خلق الله، سواء من ذكر إلى أنثى أو العكس، هو تنفيذ لأوامر الشيطان ومعصية لله وتشويه للفطرة التي وهبها الله للإنسان، والمجتمعات التي تعبث بفطرتها لا يمكن أن تبقى صامدة.
كل هذا يحدث في عام 2025 الذي أُعلن عام الأسرة في تركيا، ومع ذلك وسائل الهدم للأسرة تتقدم بسرعة على سياسات الدولة لإحيائها، فالأُسرة تُبنى على العفة والوفاء والحياء والأخلاق، وإذا فُقدت هذه القيم، تنهار الأسرة ويهوي معها المجتمع بأكمله، وللأسف لا نرى سياسة واضحة للدولة لمواجهة الانحراف الجنسي، أو منع الانحلال الأخلاقي، أو التصدي للانفتاح الفاحش، وهذا يعني أن الدولة لا تبدو قلقة من هذه الانحرافات الأخلاقية ووسائل فساد المجتمع.
فما الحل؟
أولًا العودة إلى الجوهر الأخلاقي أمر ضروري، هذه العودة ممكنة عبر نقل الفضائل الأخلاقية التي يأمر بها الإسلام إلى حياتنا اليومية، يجب أن يُعلَّم الأطفال في المدارس ليس فقط المعرفة الأكاديمية، بل أيضًا الآداب، والحياء، وروابط الأسرة، والوعي الديني، وينبغي أن تركز وسائل الإعلام والفن وبقية المواد على تعزيز العفة والأخلاق بدلاً من الترويج للتعري والفجور، على الدولة أن تطور سياسات صارمة في هذا الصدد، لأن الأمم التي تنهار أخلاقيًا، مهما بلغت قوتها الصناعية أو التقنية أو الدفاعية، ستظل تحت وطأة استغلال الأمم الأخرى.
واجبنا اليوم يبدأ من منازلنا وأسرنا، حيث يجب إعادة بناء الحياء والعفة والآداب، حماية الأخلاق ليست مسؤولية الدولة فقط، بل مسؤولية كل فرد، وتذكّروا قول النبي محمد ﷺ:
"كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته".
خلاصنا كمجتمع تكمن في العودة إلى الإسلام وإحياء القيم الأساسية، ما لم نعد إلى جوهر ديننا، لن نتمكن من التحرر من الهيمنة الثقافية والأخلاقية للآخرين، حان وقت تحمل المسؤولية، وارتداء لباس التقوى، وإعادة بناء الأخلاق. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
يؤكد الأستاذ حسن ساباز أن ما يجري في غزة هو إبادة جماعية منظمة ينفذها الاحتلال الصهيوني بدعم دولي، لكن صمود المقاومة الشجاع يربك حساباتهم، ومصير الطغاة والقتلة محتوم أمام عدالة الله الثابتة التي لا تُهزم
يؤكد الأستاذ محمد كوكطاش أن أسطول الصمود يشكّل خطوة صائبة وبداية ملموسة لمواجهة الصهيونية ودعم غزة بمشاركة نشطاء من 48 دولة، ويبرز المقال أن هذه المبادرة الإنسانية، التي تتجاوز إعلان الحرب المباشر، ستزيد غضب نتنياهو وتعزز حملات المقاطعة العالمية.
يسلّط الأستاذ سعد ياسين الضوء على اللحظة الأسطورية لطوفان الأقصى واقتحام دبابات "الميركافا" التي خُلّدت في الذاكرة، ويكشف أن القائد يحيى السنوار كان قد بشّر بها وعمل لها منذ تسلّمه قيادة الجناح العسكري لحماس عام 2013.